الأربعاء، 18 مايو 2016

شرفان درويش يؤكد عدم وجود بدائل عن ق س د لإنهاء داعش


كوباني – قال الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية في مقاطعة كوباني شرفان درويش أن مجريات الأحداث التي تسري الآن في مقاطعة عفرين وحي شيخ مقصود ماهي إلا مخططات تركية لإبادة الشعب الكردي. وما الهدنة إلا سبيل لاضطهاد الكرد في وقت يغض العالم النظر عن ذلك. وأكد درويش على مضي قوات سوريا الديمقراطية في الدفاع عن الأراضي السورية.
الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية في مقاطعة كوباني شرفان درويش، وخلال حوار مع وكالة أنباء هاوار عن الأوضاع الأخيرة سوريا،اعتبر ان الاقتتال بين الأطراف المتصارعة على السلطة هي مساعي لبسط النفوذ بغض النظر عن مصير الشعب السوري الذي يتعرض للاضطهاد يومياً. موضحاً أن الهدف الأساسي لقوات سورية الديمقراطية هي محاربة من يسفك دم الشعب السوري.
ما غاية مرتزقة الائتلاف السوري من مهاجمة مقاطعة عفرين وحي الشيخ مقصود؟
هناك حقيقة ظاهرة للعيان أن الائتلاف السوري كيان توظيفي مدمر يمثل مساعي تركيا الاستعمارية  في الأراضي السورية، ،بينما تواصل تلك الأجنحة  العسكرية المتصفة بالصبغة الإرهابية بتكريس النوايا الاستعمارية التركية في سوريا والواقع الميداني يبرز لنا وجود خطط دولية يراد منها إطالة يد تلك الفصائل الإجرامية في تحقيق مخطط الإبادة على الشعب الكردي في عفرين والشيخ مقصود. فيما الدول الإقليمية ساومت مع أمريكا وروسيا في حل التناقض بين النظام السوري المستبد والمعارضة المغلفة بغطاء الإرهاب في صيغة التوافق في جنيف، وفرضت على هذا صيغة الهدنة الدولية والتي كانت هشة ولحظية نظراً لتمثيلها نوايا ومصالح الاطراف المتناحرة على سوريا ولافتقارها إلى الشروط  الواجبة مراعاتها ميدانيا.
مرتزقة الائتلاف لا تأبه بالهدنة الدولية والعالم يتجاهل انتهاكاتهم ،لماذا يحصل هذا برأيكم؟
حدث خرق للهدنة الدولية بصورة فاجرة حينما استغلت تركيا وحلفائها هذه الهدنة في الهجمات بشتى أنواع  الأسلحة المحرمة دولياً على حي شيخ مقصود ومقاطعة عفرين المحاصرة وخلفت جرائم تندرج ضمن مفهوم إبادة الحرب.
ومساعي هذا التصعيد الإرهابي تندرج تحت غايتين أساسيتين هما: الأول،ضرب أي مشروع ديمقراطي يسعى  لانهاء الأزمة السورية والخروج من المأزق السوري المدمر، وحينما طرحت فيدرالية روج آفا مؤخراً، والذي نعت فوراً في خطاب الأطراف المعادية بأنها خطوة” انفصالية وتقسيمية” بخلاف حقيقته الذي يهدف لإخراج سوريا من أزمة الاستبداد والهجمات على الأراضي. في حين تبدو الغاية الثانية محصورة في النوايا التركية التي تعمل بسياساتها المحورية في الداخل والخارج في مخاصمة الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في سوريا، وتدخل معها بطبيعة الحال جميع الأطراف المعادية لهذا التصور. ومن أجل ذلك تحدث هذه الخروقات للهدنة. بينما تتحرك مرتزقة داعش بين الراعي وجرابلس بحرية تامة، وهذه الأحداث يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي برمته.
تركيا تعاني من أزمة في الداخل فيما تتدخل بشدة بشؤون الدول المجاورة وعلى رأسها سوريا، ماذا يمكننا أن نستنتج من ذلك ؟
من المفيد في هذا السياق ان نستحضر مقتطفات من تاريخ تركيا .نذكر كيف قادت جمعية الاتحاد والترقي الامبراطورية الدولة فترة انهيارها ، فحولوا الامبراطورية العثمانية عبر سياساتهم  المدمرة إلى انقاض، ويبدو أن الاتحاديين الجدد في تركيا، يريدون تكرار هذه النسخة انطلاقاً من الأراضي السورية. كان يجدر بهم أن يعقدوا التحالف الاستراتيجي مع الكرد في ظل هذه الاضطرابات  لكنهم بدوأ يسلكون مواقف مدمرة ضدالاستحقاق الديمقراطي في سوريا، ومن أجل ذلك، يجندون يومياً العشرات من المقاتلين من مختلف بقاع العالم بغرض تعزيز الإرهاب في سوريا، فحلب اليوم تدفع ضريبة التهور التركي في المنطقة بالتوازي مع جنون النظام الاستبدادي، فمن جهة تواصل تركيا تعزيز سياسة فرض النفوذ عبر دعم القوى  العسكرية الإرهابية وتمدهم بالمساعدات في الهجمات على مناطق سوريا، ومن جهة ثانية تعادي بطريقة جنونية حقوق المكونات السورية.  كما تأكدت قوات سوريا الديمقراطية، بناء على المعلومات الميدانية أن تركيا تدعي للتحالف الدولي بتأييدها لضرب مرتزقة داعش،  لكن الواقع الميداني يبرز حقيقة معاكسة تماماً، فتحولت مدينة إعزاز إلى ساحة تستقدم جميع القوى المتطرفة لضرب المدنيين كما في حي الشيخ وعفرين، ورغم مواصلة تركيا انتهاج هذه السياسية ضد قوات سوريا الديمقراطية، غير إنها تعود خائبة في كل مرة، ومؤخراً تلقت المرتزقة ضربات وصفعات مميتة على مشارف قرية عين دقنة.
والآن في حلب، بدأت الهدنة الهشة تنهار بسبب دخول تركيا في لعبة التناقضات الجذرية والتي تدفع الفصائل حسب توجهات أنقرة، وهذا ما يسبب الألم لكل المدنيين في الشمال السوري.  لكن هذا المخزون البشري الذي تزج به تركيا من أجل توجيه مصالحها في سوريا، تزيد من تعمق الأزمة وتدفع البلاد لدفع مزيد من الخسائر، فيجب أن نجد صيغة بديلة تردع  المطامع التركية، وأنا برأي أن قوات سوريا الديمقراطية خير من تمثل هذا البديل.
دعت سياسة أنقرة إلى رفع شعار الأمن القومي بينما في الواقع التهديد الحقيقي الذي يواجه تركيا هذا الشعار بحد ذاته، كونهم يستثمرون هذا الشعار من اجل حجب الواقع الحقيقي، فالحكومة التركية أعلنت الحرب ضد الكرد في الداخل، لدواعي تتعلق بالمنطق الاحتكاري داخل أقطاب الدولة التركية، فالعدالة والتنمية والأجنحة الحزبية المتعصبة تتصارع اليوم.
والأجنحة الحزبية المتعصبة تتصارع اليوم لتقسيم كعكة السلطة، الكل يريد أن يوسع حصته فيها وذلك على حساب هلاك الشعب في الداخل، فخلق الذرائع الأمنية الواهية من أجل إسكات الرأي العام، وتوسيع دائرة الحرب ضد الكرد في الداخل، واستغلال قضية اللاجئين السوريين في وجه أوروبا لتفادي محاسبتها بفتح ملفات حقوقية تضرب سلوكيات الحكومة التركية التي تخوض الآن حسب المراقبين حرب إبادة ضد الشعب الكردي ، كما إنها تورطت في نفس الوقت حسب التقارير الدولية في دعم الإرهاب في سوريا بدعم  المجموعات المسلحة بالعتاد والسلاح ضد قوات سوريا الديمقراطية.
الأهالي في ريف حلب الشمالي يناشدون للنجدتهم، هل ستمدون يد العون؟
ندرس الوقائع التي تجري عن كثب، ولنا مشروع  هادف لإنقاذ سوريا و شعبها من هذا التوحش الذي يلتهم كل شيء من قتل وتدمير  يمارس ضد المدنيين، فما يجري هو مزاودات هنا و هناك بين أطراف دولية تدخلت في الصراع  ودعمت الفصائل بتسليحها لخدمة مصالحها لا لخدمة تطلعات الشعب السوري.
ما نراه اليوم من مجازر ترتكبها الاطراف المتصارعة ضد المدنيين سواء في حلب و غيرها من المدن هي نتيجة تلك السياسات التي تحدثنا عنها  ونحن كماعاهدنا شعبنا سابقا ماضون في نضالنا لأجل إنهاء هذا التوحش و تخليص الشعب من بطش الارهاب.
و ما النداءات الاخيرة  من شعبنا في الريف الشمالي و منبج  و الرقة و دير الزور هي بمثابة أوامر لنا وهي تعكس حقيقة الثقة الكبيرة التي نالتها قواتنا حتى الان و نحن ماضون في نضالنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق